الإدمان السلوكي

يحدث الإدمان عندما تصبح السلوكيات قهرية ولها عواقب ضارة على الحياة الصحية والاجتماعية وعندما يتم فقدان السيطرة. قد يكون العلاج في العيادات الخارجية أو من خلال الإقامة الجزئية أو الكاملة في المستشفى تبعًا لحالة وظروف كل فرد على حدة. والهدف دائمًا هو العودة إلى حياة يتم تحديدها ذاتيًّا، وهو ما يمكن تحقيقه مثلًا من خلال تعزيز الثقة بالنفس والتحكم العاطفي والعقلي، وكذلك عن طريق الإدارة الجيدة للإجهاد.

 الادمان السلوكي هواضطراب سلوكي يظهرعندما يقوم الفرد بسلوكيات متكررة قهرية ومستمرة لا يستغني عنها وتسيطر على تفكيره بشكل دائم بدون النظر إلى العواقب السلبية لتلك السلوكيات بحيث تتأثر حالته النفسية والعقلية والجسدية سلبا والتي تنعكس على أدائه لأعماله وأنشطته اليومية وعلى علاقاته  الاجتماعية.

أنواع الادمان السلوكي

من أكثر أنواعه الشائعة والتي لها عواقب سلبية على صحة الفرد والمجتمع هو التدخين . يصبح التدخين إدمانا خصوصا لدى الشباب حيث يبدأ كنوع من التجربة وتقليد الآخرين وينتهي بالاعتماد الكامل عليه بشكل دائم ومستمرولا يستطيعون الاستغناء عنه بالرغم من سمومه الكثيرة وخطورته على أجهزة الجسم المختلفة. فهو يؤذي الجهاز التنفسي ويؤدي إلى سرطان الرئة بالاضافة إلى تأثيره على المرأة الحامل وجنينها واحتمالية حدوث تشوهات في الجنين .

تعد المخدرات من أخطر أنواع الادمان السلوكي لدى الشباب فهي متعددة الأنواع ولها تأثيرات سمية كبيرة على الجهاز العقلي بحيث تؤثر على سلوكيات الشخص المدمن وتعامله مع الآخرين.فالمتعاطي يصبح في عالم آخر خاص به بعيدا عن الواقع ويرى هلاوس بصرية وسمعية وحسية ويصبح أكثر عدوانية ويفقد القدرة على التحكم بتصرفاته بحيث قد يؤذي نفسه والمجتمع أو حتى أقرب الناس إليه كعائلته. ناهيك عما يسببه من أمراض قد تنتشر بواسطة التعاطي بالحقن كالإيدز وأمراض الكبد الوبائي وغيرها.

ولا يمكن أيضا إغفال الإدمان على الكحول حيث يؤثر أيضا على التوازن العقلي والنفسي والجسدي للمدمنين على تعاطيه.قد يؤدي الإدمان على الكحول إلى الإصابة بالتليف الكبدي ، الفشل الكلوي ، الاعتلال الكبدي الدماغي، الغيبوبة ، الاستسقاء، الدوالي في المعدة والمريء كما قد يؤدي إلى الوفاة.

هناك أيضا الإدمان على الجنس والأفلام الإباحية وهي سلوكيات يتعود الأفراد على ممارستها وتشعرهم بنوع من المتعة والاحساس بالمكافأة فيداومون عليها ولكنها تؤدي بهم إلى أمراض نفسية وعقلية وجسمية. من أمثلة الأمراض الجنسية الإيدز وهو فيروس نقص المناعة المكتسبة والكلاميديا والالتهابات البكتيرية كالسيلان والزهري حيث يسبب الزهري الشلل واضطرابات عقلية وضمور عضلة القلب والعمى. كما يسبب إدمان الجنس الأورام كالزوائد الجلدية التناسلية والتهاب الكبد الوبائي ب والهربس التناسلي . أما الإدمان على القمار فهو أيضا إدمان سلوكي يفقد فيه الشخص السيطرة على نفسه وأمواله وينعدم لديه تحمل المسؤولية وبالتالي يخسرأمواله وأهله وعائلته . 

هناك أنواع أخرى من الإدمان كالإدمان على الأطعمة الدسمة والعالية بالسكريات حيث يشعر المدمن بالمكافأة والاحساس بالراحة والسعادة لتعويضه عن خسائر معينة أو أمور فشل في أدائها فيلجأ للطعام الذي يرفع مستوى الدوبامين ويشعره بالسعادة ولا يكتفي بامتلاء معدته بل يطلب ويأكل المزيد من هذه الأطعمة لتعزيز هذا الشعوربالسعادة مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة وتفاقم مشاكلهم النفسية.

كما يلجأ البعض إلى التسوق خصوصا النساء للتخلص من التوترات والضغوطات النفسية التي يتعرضون لها فتجعلهم يحسون بالسعادة في اقتناء ملابس أو أحذية أو إكسسوارات جديدة أو غيرها حيث يشترون أشياء كثيرة لا يحتاجونها وبالتالي يهدرون أموالا طائلة إذ يصبح الشراء لديهم عادة مستمرة يلجؤون إليها كنظام مكافأة كلما صادفتهم ضغوطات ومشاكل لا يستطيعون حلها . وهناك أيضا المدمنون على الرياضة بشكل مستمر وبصورة أكثر من اللازم حيث قد يتعرضون لمضاعفات أو إصابات رياضية كإصابات الأوتار أو المفاصل أو العضلات أو عدم تحمل عضلة القلب أو انخفاض مستوى سكر الدم عن الحدود الطبيعية إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية.

معالجة الادمان السلوكي

تختلف طرق المعالجة حسب نوع الادمان السلوكي .فإدمان الكحول أو المخدرات مثلا يبدأ بالتقييم الشامل والفحص الأولي كتقييم شدة الإدمان وأعراضه وحالة المريض الجسدية والنفسية والاجتماعية مثل تقييم إدمان المواد المخدرة أوالكحولية وعمل الفحوصات والتشخيصات لمعرفة شدة المرض ومدى تأثيره على أجهزة الجسم ووضع البروتوكولات العلاجية.ثم المعالجة عن طريق التخلص من السموم عن طريق الأدوية معالجة الإجهاد وغيرها.ثم عن طريق إعادة التأهيل النفسي الجسدي ثم متابعة المريض في كل تلك المراحل. هناك معالجات للمدمنين على الطعام مثل تخفيض الوزن عن طريق استشارات التغذية. 

نظرا لخصوصية الإدمان يلجأ العديد من المرضى للتخلص من الادمان السلوكي إلى السياحة العلاجية التي يجدون فيها ملاذا آمنا لهم وفي نفس الوقت يحصلون على العلاج المناسب بشكل أكثر فعالية في بلاد تتمتع بالطبيعة الخلابة  تتوفر فيها مراكز صحية متطورة توفر الهدوء والراحة النفسية.(يستلزم الأمرالبحث عن أفضل المستشفيات المزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات وبكوادر طبية متخصصة وماهرة في معالجة كل أنواع الادمان السلوكي في جو فندقي وأسري مريح).

التخصصات الطبية ذات الصلة